اهلا و سهلا بجميع اعضاء موقع

الأستاذ "أكرم القروي" المحامي

شكرا لتفاعلكم

.. تقول الكتب أن الإنسان يظل يتعرف إلى نفسه .. يوما بعد آخر .. ويستكشف محاسنه وعيوبه .. أولا بمنطق مجتمعي .. وما يقتضيه العرف والعادات .. منذ المجتمع الأول الأسرة وصولا إلى الدوائر الأوسع.. ثم يبدأ في اكتشاف أن بعض عيوبه ليست عيوبا فعلا .. هي مواضعات محرجة أو مفرحة في الغالب .. تربط بالمعرفة و بالخبرة العمرية وما تخلّفه التجارب فينا .. وبالخصوص بما تفرزه الظرفيات المجتمعية .. مع بعض الوقت والمسافة .. تعيد اكتشاف عيوبك ومحاسنك .. وتبدأ في القناعة أنك وقفت على أرض صلبة تنظر للعالم من فوقها .. كما كان يبدوا لك.. ولكن .. وهذا ما أكتشفه كل يوم .. المسألة ليست ثابتة أبدا.. وكل يوم يقدم لك ما تعيد به اكتشاف نفسك .. وتعيد تقييمها أيضا .. الأمر أقرب للرمال المتحركة أو لجريان النهر بعبارة هيرقليط أو ربما لحياة ضوء الشمعة كما ارتآه بوذا .. أو لعلها صخرة سيزيف .. تعيدك للبداية بعد كل مشروع اكتمال .. بعض الأصدقاء لا يتفهمون مأزقي .. لبّ الحكاية هي أنني كائن استغراقي .. أحب دائما ما أفعل .. وأيا كان ما أفعله .. توقيتي الزمني هو توقيتي أنا الداخلي .. لا ساعة بيڨ بن .. يفسر البعض ذلك كنوع من التعالي (وهذا ما يدهشني حدّ الضحك) أو هو من قبيل قلة الاهتمام.. لكنني أعرف قطعا أنني أبعد ما أكون عن التعالي لسبب بسيط جدا هو أنني أعرف تماما ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس..إنني لا أرى الناس بعين مترصدة .. وإنما جميعهم في عين المحبة.. أعرف أنني مهتم بقدر الاستطاعة .. ليس لأنني ملزم بالاهتمام .. ولكن لأنني شغوف فعلا وأحلم أن يكون اليوم 48 ساعة .. لكي أستوعب جمال عالم البشر .. لو وضعتم أنفسكم في موقعي ونظرتم بعيني لوجدتم لي عذرا .. ربّما .. ولكنني لست دائما في سعة من الوقت والظروف تسمح بمزيد من التواصل المباشر ..

كل سنة وأنتم جميعا .. وكل البشر .. بخير .. ومحبة .. وسلام ...